الجمعة، 4 سبتمبر 2015

قناة فلسطين اليوم تستضيف الشاعر باسل عبد العال ضمن برنامج صباح فلسطين بمقابلة هاتفية مباشرة

قناة فلسطين اليوم تستضيف الشاعر باسل عبد العال ضمن برنامج صباح فلسطين بمقابلة هاتفية مباشرة

لأن فلسطين حالة مغتصبة، ولأن الكتابة والشعر تحديداً أجدر من غيرهِ من الآداب بإعلان الحقيقة، كانت القصيدة مباشرة مراوغة ومحايدة، وأقوى من رصاصة تارة، وأرق من ماء تارة أخرى..
والشعراء هم أبلغ القول، وأولئك الشباب حين يكتبون يعيدون ترتيب الواقع كما يحلو لتراتبية الجمال والقبح.. وباسل عبد العال بمجموعته الشعرية الجديدة "كما قالت الأرض" ينسج الوطن والواقع المر بحرية الشعر، وجنون القلم.
 المجموعة الجديدة وقعت ضمن فعاليات معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وهي صادرة عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع وتقع بثلاثة وتسعين صفحة من القطع الصغير.
  - بدايةً هل نستطيع أن نقول أن مجموعتك الشعرية هذهِ، كلُّ ما قالتْ لكَ الأرض؟
لا ، بل هي الشرارة الأولى من كلام الأرض أو مفتاح حواري مع الأرض لأني حين كتبت الشعر منذ البدايات وجدت الوسيلة لكي أعقد علاقة شعرية وجمالية مع الأرض التي لم تنطق بعد، أنصت إليها وتنصت إليّ ، وأقولُ ما تقولُ فجئتُ أحملُ عنها الكلام ، ومن قال بأن الأرض لا تتحدّث مع سكّانها ولا تشبه سكّانها الأصليين / فهي تجرحُ حين يجرحون ، وتصرخ حين يصرخون ، فكيف إذا كانت فلسطين بأَنوثتها وجمالها الطليق ؟.
- تأتي قصائدك أحياناً بالعبارةِ المباشرة لتغوص فورا إلى العمق والالتباس، هل توافق على الفكرة، ولماذا؟
طبعاً أوافقها ، ليس هناك من التباس ربما بقدر ما هو تركيب رموز للعثور على عبارة شعرية كاملة ، أمّا المباشرة التي تمرُّ تارةً هي للتأكيد على صدقية الصورة الشعرية ، لكي لا يغرق القارىء أو يبتعد عن المشهد الشعري الحي في القصيدة ، بمعنى لكي يشعر بأنهُ جزء من موضوع النص وابن البيئة والوجع الواحد والمعنى أيضاً الذي يسحب القارىء إلى المبتغى وإلى ما يريدهُ الشاعر ، أنا أحاول دائماً اللعب بالرموز الشعرية ولكني أحذر بأن لا أسقط في هوّة الالتباس الكامل أو المباشرة الكاملة ، أي بأن أبقى على مسافة متوسطة من القارىء لكي يستطيع أن يشاركني هذا القلق وهذا الوجع.
-  قصائد المجموعة مذيلة بالمكان والزمان، هل لمجرد التوثيق، أم لأنهما يظهران بعداً لا بد أن يكون في القصيدة؟
أولاً هي مجموعة قصائد منفيّة " كتبت بين مكانين مختلفين في زمنٍ مختلف وولدت خارجهما" وتبحث عن مكانها وزمانها الأصليين ، لذلك هي ناطقة باسم الأرض ربما من شدّة الفقد والضياع والتيه ، نعم ، وثقت المكان والزمان وحملت عبء الطريق وطولها لتنشد : بأنّ لا بدّ من مكان . 

- يعتبر العديد من النقاد أن قصيدة "الأنثى الأرض" إن صح التعبير، انتهى زمنها، وعلى الشعر الفلسطيني البحث عن أدوات تعبير جديدة، ما رأيك بمثل هذا القول؟
برأيي  ، نعم يجب دائماً البحث عن أدوات شعرية جديدة وهذا يأتي من الثقافة العامة ، ولكن برأيي نحن الفلسطينيين نقدس الأنثى لأنها معطاءة مثل الأرض ولم نستطع الابتعاد عن هذا التعبير ربما من عظمة الأنثى فينا ،  لأنها حالة مختلفة بالنسبة لنا ، فرضت نفسها في تعبيرنا الشعري واستقرت فيه وصارت أحياناً تأتي عن ظهر قلب ، كلما ذهبت مع الزمن تعود وتتجدد كموضوع لأنها باقية في صلب القضية فاذن، هي باقية في صلب القصيدة.
- هل ترى أن التجربة الشعرية الفلسطينية بعد محمود درويش وسميح القاسم قادرة على انجاب تجارب جديدة قاردة على قول شيء جديد؟
طبعاً ، لأننا شعبٌ جديرٌ بالحياة ودائم العطاء ، ولا سيما في الفن والشعر ، ما زالت فلسطين تعطي شعراءها أكثر مما أعطوها وهي ما زالت حبلى بالجمال المتجدد ، فهناك أسماء كثيرة لمعت وهي أصوات فلسطينية جديدة وتبشر بمستقبل شعري جديد.
- بالطبع أنت غير متفرغ للشعر، وتعمل في مجال الإدارة، هل يأخذ عملك من شعرك؟

أحياناً أشعر بالاختناق في العمل ، فأفتح شرفة الكلمات لكي أتنفس شعراً ولكنني دائم البحث عن فسحةٍ ما للانصات إلى موهبتي وإلى القراءة ، كلما ابتعدت أحاول أن أقترب ، لكي أعدل ما بين هذا وذاك ، لأنّ الشعر أصبح جزء من يوميّاتي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق